الرئيسية / الرئيسية / ما لم أقله لامرأة- نص لا ينتهي -مقتطفات

ما لم أقله لامرأة- نص لا ينتهي -مقتطفات

فريد مخلوفي

فريد مخلوفي

 

 

 

 

 

يا امرأة تكتب في السكات قضم أوراق الصفصاف لترسم وحي البطولة على زند السفر بعد الهروب، لم يكن في البعيد مثلك يشوش محفل الزغاريد، ومهرجان القبل ويعيد لفمي شفاه القول من بطولة اللقاء، وأنت كل هذا الدمار.

لـماذا استطعت أن تزرعي في الرجال أنثى، وعناقيد الزجل، وروائع الدفء، والثلج، ونعومة الارتخاء ودورة العمر تتسع كي تضيف في الصدر تنهد العشق وفي العيون تلوح محنة الإخفاء، وأنت منتهى الوضوح والازدراء وبعض الحيل ؟

حبيبتي التي تفتح صدرها للمطر تغسل في الجحيم لون الخيبة لتصاب بالقرف على حزن السطوح، وتعدّ للمرثية رسائل من تــعليق البعاد على كــــــف التواشيح . لما لا تكنسي من عتبة الأبواب ما علق من آثار الرجال الذين هاجموا شرك الشهوة على لعاب الوصد، والنوافذ تلويحة في يد الخطإ القادم من فرجة الليل على النوم وانتشار الفوضى في غرف الأموات ؟

حدقت فيك على بعد سؤالين، والجسد حانة الوله ,فاعترف بانتماء الحمى إلى واجهة الاندلاع، والرغبة انحدار الشمس على أكوام الجليد، وفي يدي يركض إسمي أسفل أصابعي يحمل للسماء أسرار النجوم، وقحط الوشاية في عناقيد العنب، وأنت لا تهمك أبراج التزاوج في فصل الملكوت، وتكتفي بعلق الغائب من الحذر، وصداع الأغاني الهاربة من سجن السكوت.

كان في العتمة ظلك يـمتد مدحا، وهامة للأنس، وكنت فيك بعض قنديل، ودفء جراحة في مفصل الألم، وتسكع التخدير في مجمل الحواس، وكلانا على أهبة حب، أو تحذير في ذيل الإنذار.

أحبك : هل يـختفي صوتك في شرود الأعين، ورجف الحياء في يدي ؟ لابد أن غريبا حين مرّ على وشمي قرأ لك تصعلكي على الوريد، ونزف القوافي في استرسال التردد، ولولاه لما فاح من الياسمين صباح الجموح ،والحدائق، والمقاعد التي اشتاقت إلى أحضان الهمس، وغزل الطريق ومنفى الذهول

أحبك …  من يفسر للكلام عذْب الهديل من عواصم القلب، وينتهي حانة من الفرح على وجه البلاد، ويعبّد في الشريان وصلة لرثاء الوحدة، ويهلل للمطر الذي ينحني شكرا لوجه الورد على شفاه السحب، ويعزف وصلتين للعشق في أكمام الغمام..

أحبك … والحلم يـخرج نهارا على ثغر الشرفات، ويتمدد مساءا في حرقة العذارى، ويغازل في الليل همس السدول كي يعلن في البيان روعة العائدين إلى حلو العذاب، وشهد الـمرّ في جرة الوقت .

أحبك…هل نعلن في الثورة خسائر المداد، والبلاد، أم انتصار الروح في زمن ال sms والافتراض..؟

في آخر يوم تدلّى من عطلة الوصف مساء على شرفة، فاستحال المشهد عتابا على شفاه الكرز والندى ربابا، وسقط على الأغاني جفافُ المنتهى، وأغلقت نجمة شباكها حين رأت في عيني إعراج بلواك، واختبأت في كف الغمام كي لا تراك على الوريد غسيلا، أو رغوة على الانتباه .

لم يبق من اعتقال الصور سوى ردهة على غاب، والشجر أرخى عصافيره، ورمى لي نوح الحمام، وطُـــهر الأغاني من نشاز النساء، وموسم الجلاء، ولم يكن في البلاد غيرك يوقف إشارة الوصل. والوقت إنذار على ضفائر البعيد…

خـمـّـنت أنك طلقة في رأس المطلق تعلنين جولة البدء في ذيل الرحيل، وترسمين آخر الرجال على كأس القطاف، وعصير الطل على ما تعــــتـــق من قبل الشفاه. لم يختف في المدام ريق المزاج، ولا مر بيننا صوم التقاة، ولا احتمينا من المنفى بالمفترق …

كنتِ في يومك عادية الأسماء، واللباس، والحضور والحذر، وكنتُ أحرّر ما دخل من الإحساس، واختفى أسيرا في ألبوم الصور.

امنحيني جملة في اعتراض التفصيل، واذهبي عميقا في الخطير، وما ينقص في تجميل العواصف رمميه خلوة فوق صدر الحروف، وأرسليني إلى أغرب صندوق نزوة على أمعاء البريد .

أنا ما اشتهيت من تمردي لحظة اعتراف سوى أن أكونك في يأس الفيض، وانصهار البدء في مراكب مواجعي. يا سيدتي في هذا العبور رددي من سكاتي صدى الصراخ الجاثم في فوضى اقتراح، واشتهي من دفاتري ما يمزج البحر في صديد المراكب واسّاقطي على الأمواج كي يرى الغيم أحرفي بكاءً على نديب المطر ،وخذي من كــــــفّي يابسة، واستريحي دهرا في قراءة السعير من فك أصابعي ثم نامي .

يا سيدتي كلما تحرك في الأفق لقاء كانت أنفاسك قوسا في الزنود، ورماية لا تـخطئ الخطاب،  وكلما غطى الجسد تضرجي هتف فيك دلال غنج الصيف، والتحفتِ إنشاد السواقي، ورميتِ لي سنة من الهجير والضمإ .

كم أشتاق أن أخاصم فيك إسعاف العناد في الأرحام، وألتحف الضباب كي أراني معطفا لبرد الدمار من زواج رفاتنا، أو عيدا على الطريق، وأمد يدي كي يـمرّ الحلم ولا يوغل في التفسير .

على شرفة السماء كان في عينيك قلق القمر. ما أروع المكان وأنت نبضه، وما أتعس الشرفات حين يهددنا الهروب. أخرجيني من دفتر لُبسِكِ احتمالا مضرّجا بالبوح على رعشة العرفان. قد ترفعنا اللحظات إلى عنف النشوة لكني أكره الانتشار على الورق مغطى برائحة الزجاج المذاب في العتق.

أخرجيني من إعدامي، وتـَمَدَّدِي ساحلا في  دوائر الشطآن. أصعب من الطقوس وصفة تكتبينها في ارتفاع المراهقة، والخطوط تفضح اغتراب التأجيل. كلما بصّرْتُ أحس إنني والأجرام طلقة واحدة، وأنّ للمستحيل جوهر الممكن والتجلي، فأفقد من وجهي ساعة للعبث، ويحاورني بؤسي فأغرق في جوقـــة النسيان لأنتهي رصاصا في كف الخطأ . أكبر مني إقناع في الوريد كي يصير لي عقل يخاف من نعليك، وألـــم يحرص أصابع الضياع .

أحبك: حتى يخرج الياسمين جملة فوق العواطف والشفاه التي زارها اليبس والتلف فيشتعل في القلب البرد والقبل .

أحبك حتى يتحول الغيم إلى سقف واحد يحميني من الحقد والنوايا، ووحدة الروح والبلل.

أحبك كي يتحول القلب إلى مشاع قابل للإتصال ليوقظ في الانزواء أوقاته البالية والكسل.

أحبك حتى يختلط الرجل بالطفل بالشاعر بالروح بالجسد بالسكوت بالبوح، ولا تميزين بيني وبيني، وتنام الجمل على شفتيك سنة من الإشهار

أحبك.. فيستحيل الوصف عمّا ينتابني ويعبِّد سهرا للجنون، ووطنا معبئا بالحدائق والموسيقى, ومخضبا بعرس الأغاني، وخمر الجسد والزجل، لكنك سرب من الضياع احتاج إلى قبائل يشهر فرسانها حربا على راحة الولادة، واعترافا بأنني القاتل والمقتول والجنازة والعزاء، علنا نستفيق على ما تبقى في الكأس من جرعة حب، ونحتسي بكسل السلحفاة براءة الدقائق، ونستوقف عنفوان الوقت كي لا يـمر اليوم في الخبل، ونضيف إلى الرمق الأخير خلاءه وبراءة الوداع.

 

…….

تخرجين من الوقت بأحمر انتباه، وعلى الوريد سؤال أصابعي في تفكيك المنتهى. كان المدى أضيق من حرمة الآه عند الغياب، وأنت في وسط الخروج تسلقت عنق المزاج،ورحتِ إلى ديمومة الغريب من النجاة،واخترت سلة للممات ورميتِ على مثواك دمعتين.

……………

في تلك الحرب من زفافي كنت طفة تكبرين بأحشائي، كان يفترض أن تبقي تسعة أشهر لطن يظهر أن للحب حملا آخر، ومخاضا آخر، وولادة تستغني عن المألوف من الطقوس؛ فلماذا فجأة التقينا وحما في رحم الرعب….

التقينا بحرا يبحث عن يابسة وحلما يتوه في

افتحي أزرار البقاء كي يورق في الصدر افتتان البلور بفوضى انعكاس الورد على وجه السماء، وابعثيني كالفراش في مواسم الاحتراق، واحتفال الأطفال باللعب، وشقاوة البراءة في عيون ناشزة.