الرئيسية / الرئيسية / من الحرب على الامازيغية الى الصراع على احتوائها..وتتفيهها

من الحرب على الامازيغية الى الصراع على احتوائها..وتتفيهها

احميدة عياشي

*المعربون لم يتضامنوا مع الامازيغ ودعاة الوحدة الوطنية ايضا

لم يشعر اصحاب القرار تجاه الامازيغية بالارتباح يوما وذلك منذ الايام الاولى للاستقلال،لقد شككوا في نيات المطالبين باستعمالها في الحياة اليومية والثقافية والاعلامية والادارية وربطوا دعواتهم بالاستعمار تارة وبمؤامرة التبشير تارة اخرى وبالتامر مع العدو الخارجي تارات..ومنذ البداية وضعوا في مواجهة مع العربية ومع ذلك الخطاب الغبي والمنافق المتستر برداء الوحدة الوطنية..
وفي احداث الربيع البربري 80 تجند نشطاء حركة التعريب ضد المطالبين بالامازيغية مستعملة من طرف الافالان ،الحزب الحاكم ايديولوجيا انذاك واثيرت دعايات استعملتها السلطة لتأليب الرأي العام ضد منطقة القبايل واصفة اياهم بالشيوعيين والتابعين لفرنسا ونسبت للمتظاهرين في تيزي وزو حرق الراية الوطنية والبول على المصاحف وتمزيقها افي المصليات والمساجد وانتشرت مثل هذه الدعايات في مختلف جهات الوطن..ولم تخرج مظاهرة واحدة تدعم مطالب المحتجين..او اعلنت تعاطفها معهم

2 والشاوية والمزاب والتوارق..لم يتحركوا..لماذا؟

وفي منطقة الاوراس كانت مجموعة تعد على الاصابع ممن حاولت ان ترفع مطالب الامازيغية الا انها ووجهت بقمع شديد وتنكيل من السلطة المحلية وابناء المنطقة وقد التقيت ببعضهم في 81 وكانوا شبه منبوذين ولا مناصر لهم اذكر منهم سليم سوهالي الذي كان يحاول ورفاقه القلائل الدفاع عن الامازيغية عن طريق الغناء والثقافة

3- السلطة وفن تمييع النقاش وتتفيهه

حاولت السلطة ان تميع النقاش حول الامازيغية في عام 81 عندما فتحت بما اسمته بملف الثقفة الشعبية وفتحت فروع بالجامعة للثقافة الشعبية التي حاولت اختزال المطلب الامازيغي في الفلكلور ليس في جامعة تيزي وزو او في بجاية بل في تلمسان!!

4- لا وطار ولا بوجدرة ولا واسيني تضامنوا مع احتجاجات (ثوار) الربيع الامازيغي

ووضعت مسألة الامازيغية في مواجهة مع مسألة التعريب لتدفع المجتمع والنخب ان تنقسم حول نفسها اكثر وهذا ماحدث..لم يتضامن وقتها اي مثقف معرب او اسلامي مع القضية الامازيغية مثل تضامن كاتب ياسين او سالم شاكر لا الطاهر وطار ولا رشيد بوجدرة ولا واسيني لعرج ولا بقطاش بل انبرى بعضهم لترديد ما كان يريده النظام على ان المطالبين بالامازيغية هم ذيل الرجعيين الجزائريين والمتطرفين القبايل المرتبطين بفرنسا الاكاديمية البربرية في فرنسا..

5- الانتهازيون القبايل خطر على الامازيغية ومستقبلها

لم يتم الاعتراف بالامازيغية الا عندما باتت منطقة القبائل تشكل تحديا للنظام على صعيد الاحتجاجات فسعت السلطة الى تشجيع التيار الانتهازي داخل منطقة القبائل ليوسع قاعدة المولاة للسلطة وبالضبط لبوتفليقة ورجاله،فشجعت في نفس الوقت الانتهازية القبائلية التي مثلتها بعض الشخصيات السياسية ممن اصبحت تتمتع بمنصب الوزارة وتحولت بعض هذه الشخصيات المرتشاة الى وظيفة المقاولة السياسية بمنطقة القبائل لتخدم مصالحها ومصالح السلطة كما اختلقت بعض الشخصيات المالية وتم ربطها بالة الفساد لتعمل على بسط نفوذ السلطة داخل الشبكة القبائلية الم الية للسلطة والممثلة من الانتهازيين الذين لم يعد يهم ان يكونوا ممثلين حقيقيين لمنطقة القبائل التي ظلت في نظر حسابات وتحاليل الاستخبارات تمتلك الطاقة التاطيرية لكل احتجاجات كبرى مقبلة ..

6-تنازلات السلطة وحيلها المسمومة..اختلاق حرب اخرى(باي حرف نكتب؟)

قدمت السلطة تنازلات تكتيكية لمنطقة القبائل معترفة بالامازيغية كلغة وطنية ورسمية لكنها فتحت المجال لصراع عقيم حول شكل الكتابة بها داخل النخب ..وهي تعرف مسبقا ان جزءا مهما من ابناء المنطقة سيدافعون عن الحرف اللاتيني في كتابة الامازيغية والجزء الكبير من المعربين والاسلاميين والمحافظين وغير المقتنعين في العمق بالامازيغية سيدافع عن الحرف العربي باسم صلة الوصل مع العربية والاسلام اما القسم الميال الى العربية فسيدافع عن التيفيناغ تجنبا لاي انهام بانه معاد للامازيغية كما ان التيار الانتهازي المحافظ والذي تعاون مع النظام طيلفترات الحزب الحزب الواحد تحول الى التيار المدلل عند المعربين المحافظين والاسلاميين لانه يدافع عن اطروحاتهم وهي الدفاع عن الحرف القبائلي وهو القبائلي نطقا وانتماء وفي النهاية تكون السلطة سعيدة في جعل المسألة الامازيغية في طريق مسدود لكن هذه المرة انها ستقول ان ما كان عليها فعلته والمشكلة اليوم تعود الى الامازيغ انفسهم او الى المجتمع وهي منهم براء.