الرئيسية / الرئيسية / معطيات أولية لدراسة حول القراءة والقراء

معطيات أولية لدراسة حول القراءة والقراء

د.عاشور فني

مدير مؤسسة سيميا

تتوفر الجزائر على عدة مراكز بحث وهيئات وظيفتها القيام بدراسات واستطلاعات حول جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بمختلف أنواعها. منها الكرياد CREAD مركز البحث في الاقتصاد التطبيقي و CENEAP مركز البحث التخطيط و الكراسك CRASC مركز البحث في الانتروبولوجيا الاجتماعاية والثقافية بوهران فضلا عن الديوان الوطني للإحصاء ONS. والسيريست CERIST مركز البحث في المعلومات العلمية والتقنية. وهناك هيئات استشارية منها مركز الدراسات الاستراتيجية INESG والمجلس الاقتصادي والاجتماعي CNES ولكل منها قوانين داخلية تحدد مهامها.
هذه المنظومة من هيئات البحث لم نعثر لها طيلة وجودها على دراسة واحدة حول الثقافة باستثناء منشور واحد للديوان الوطني للإحصاء حول الاستهلاك الثقافي صدر في تسعينيات القرن الماضي. على خلاف ذلك في البلدان الأخرى توجد هيئات متخصصة تصدر عشرات الدراسات حول الممارسات الثقافية ( ) والصناعات الثقافية ( ) وغيرها من الموضوعات الراهنة.
غياب الدراسات العلمية والأكاديمية المنشورة والمتاحة للجمهور جعل الثقافة والممارسات الثقافية في الجزائر عرضة لكل التخمينات القائمة على الوهم بل على الأحكام المسبقة أحيانا. كما أن السياسات العمومية في المجال الثقافي تحتاج إلى معطيات حقيقية حول الثقافية بمختلف جوانبها وأشكالها.
غياب الخبرة والتجربة في هذا المجال (بما فيها لدى المراكز ذات الخبرة في الدراسات الاجتماعية) يجعل من الدراسة التي أطلقتها مؤسسة سيميا كونساي حول القراء والمقروئية بمناسبة انقاد الملتقى الوطني لنوادي وفعاليات القراء بادرة أولى تفتح مجالا ظل مغلقا أما البحث حتى الآن.
سيميا كونساي مؤسسة متكاملة متخصصة في دراسات السوق والاستشارات في الاستثمار والتنظيم وتشمل مركز تطوير الموارد البشرية ومؤسسة اتصال وإشهار ونشر وتوزيع وإنتاج ثقافي وتنظيم المعارض التظاهرات العلمية والثقافية.
وقد بادرت بهذه الدراسة حول القراء والمقروئية بمناسبة الملتقى الذي بادرت به وزارة الثقافة والفنون. ونحن الآن نضع المعطيات الأولية للدراسة تحت تصرف الفاعلين في مجال الكتاب آملين ان تجد الاهتمام الضروري لدى المؤسسات العمومية والخاصة المهتمة بسوق الكتاب وصناعته في الجزائر. وقد لمسنا اهتماما خاصة لدى قلة من الناشرين الجزائريين وبعض الناشرين العرب. ونضع خبرتنا المهنية في هذا المجال تحت تصرف المؤسسات التي تهمها أسواق الثقافة في الجزائر.


شارك في الاستبيان 316 قارئا وقارئة من مختلف مناطق الوطن ومن خارجه ومن مختلف فئات المجتمع ومختلف مستويات التعليم. والواقع أن الدراسة بينت أن عدد القارئات أكبر من عدد القراء (رغم أن نسبة ضئيلة أحجمت عن الإجابة عن السؤال المتعلق بالجنس) وهو توجه مفهوم بالنظر إلى اتجاهات التعليم بمستوياته المختلفة حيث أن نسبة الطالبات في الثانويات والجامعة اكبر من نسبة الطلبة. وسجلت الدراسة أن نسبة عالية من القراء شباب يتراوح سنهم بين 15 سنة و 25 سنة. ويظهر ذلك في الحالة الاجتماعية حيث أن أكثر من 40 في الماءة من المستجوبين طلبة وأكثر من 23 في المائة موظفون. ونسبة من المستجوبين كتاب( أكثر من 10 في المائة). وفي ما يتعلق بسلوك القراءة سجلت الدراسة أن نسبة معتبرة ينتمون إلى نوادي قراء أو نوادي أدبية ونسبة أخرى معتبرة تنشط على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي.


هذه المعطيات الأولية تسمح بفهم الإجابات المتعلقة بتفضيلات القراء من حيث موضوعات الكتب وتوزيعها بين الاهتمامات التاريخية والأدبية وبين الروايات بأنواعها والكتب الفكرية باتجاهاتها المتنوعة والشعر بأنواعه وحسب اللغة واللغة المترجمة من اللغات المختلفة؛ وهي حقائق نتعرف عليها للمرة الأولى من خلال دراسة ميدانية شملت قراء فعليين شاركوا في الاستبيان ونشروه على صفحاتهم وفي نواديهم مما أعطاه زخما قويا.
في الختام نشكر القراء الذين تفضلوا بالمشاركة في الاستبيان ووزعوه على أصدقائهم كما نشكر الناشرين من داخل الوطن وخارجه الذين عبروا عن اهتمامهم بنتائج الدراسة ومنهم من قدم طلبا للحصول عليها باعتبار مؤسساتهم معنية بالقراء ومنهم من بادر بطلب دراسات محددة حسب احتياجاته وهي كلها في المتناول.
عسى أن تكون هذه الخطوة بداية لنشأة الدراسات المحترفة التي لها وظيفة كشف الحقائق أما الناشرين والمتعاملين في مجال الكتاب لتجاوز حالة الضبابية والكلام العام.
في الختام نتوجه بالشكر لوزارة الثقافة على المبادرة بتنظيم الملتقى الذي جعل من القراء مركز اهتمام كل الفاعلين في مجال الكتاب وذلك، في رأينا، هو الوضع السليم.