الرئيسية / الرئيسية / قصة قصيدة واد الشُولي: ولد اثناش مليون لا تبكي لا تقولي ولدي

قصة قصيدة واد الشُولي: ولد اثناش مليون لا تبكي لا تقولي ولدي

عاشور فني

 

11 ماي 2020

قصة واد الشولي ملحمة التضحية والشجاعة والصبر. الشاعرة تحرم على نفسها البكاء على ابنها الشهيد وتعتبره ابن جميع الجزائريين. ولد اثناش مليون. وتحرم على الأمهات العيد والحنة. يانـا لا اتعيـْدوا لا اديـروا حنـة. تضامنا مع زهية التي لم تصبر على فراق الشهيد القائد بن علال.

صاحبة القصيدة هي المجاهدة صفية. تم سجنها وتعذيبها والتنكيل بها في غرفة انفرادية. كانوا يريدون معلومات عن المجاهدين وتحركاتهم. كانت صامدة قوية. وحين لم تنفع معها كل الحيل جاؤوا برأس ابنها مقطوعا امامها. وتوعدوا بان يجيئوا برأس زوجها وأخيها. فكان ردها عظيما:

هـذَاك ولْد اثْناعـش المَلْيـون آنا
لا تبكـي لاَ اتڤُولـي ولْــدي

كانت النسوة يغنينها باكيات إكراما لها ولولدها –ولدهن الذي أهدته إياهن. في الحفلات تجد النساء يرقصن وهن يضعن إشارة الرمي بالمسدس.

تغنى بها الكثير وردد مقاطعها كثير من الفنانين في أغانية. قبل ذلك كانت تنشدها النساء في الغرب الجزائري في رقصات الصف. رقصة حربية تصطف فيها النساء صفين أحدها ( يشد الراس) يردد اللازمة والثاني(يزرع) ينشد المقاطع الواحد بعد الآخر. ثم اخذها الشيوخ. المغنون المحترفون. الشيخ يوسف والشيخة الجنية. وبعدهم شباب الراي وفرقه. بوطيبة الصغير وعمارنة وغيرهم.

 تتغنى القصيدة بمآثر وبطولات الشهداء وتمجدهم مخلدة أسماءهم. في القصيدة قوة خارقة. تخاطب وادي الشولي وتعلن انها لن تلكمه لأنه سمح بموت القايد بن علال. كان على الواد أن يحمي الأبطال.

اللِّي مات فيك الرايس بن علاَل آنا
أنّايفَـــكـْ يا واد الشــولي

كان بطلا بأتم معنى الكلمة. ابن فلاح بسيط حرم من التعليم على غرار أبناء جيله فتعلم القراءة والكتابة بمفرده وتدرج في التعلمي حتى لفت إليه الأنظار. تم تجنيده في الهند الصينية ثم عادبرتبة عسكرية. عندما التحق بجيش التحرير قاد كتيبة. صادف أن التقى بالقائد الذي كان يرأسه في الهند الصينية فواجهه وقتله. وحين استشهد اعتبرت الصحافة الاستعمارية ذلك نصرا كبيرا. تقول عنه أنه تعلم العلم والنظام فلم يبق لفرنسا امل في البقاء في الجزائر:

قَارِي الْعلْم او زايد النِظَـام آنـا
يا فْرانسـا ما ابقَالَـك احكَـام

رغم صغر سنه فقد نال حضوة ف يالقيادة ثم ختمها بالشهادة. الجهاد قضية كبرى ليست في متناول الجميع. ثم تدعو إلى مواساة زهية كي تصبر على فراق بن علال. لا عيد ولا حنة. مشاطرة الأحزان واجب وطني. وأي فرح تحت ظروف الحصار والحرب الدائرة؟

يـامّ بن عـلال غيـر اصغيّــر
الْجهــاد اقْليــلْ من يّديــه
يانـا صبـروا زهيّة اعلَى بن عـلاَلْ
يانـا لا اتعيـْدوا لا اديـروا حنـة
النار تڤْـدي والْتسركيلَـة آنـا

تمجيد الذين جاءوا بالحرية للجزائر. وتحذر المجاهدين من الغدر. عكاشة غطي عقابك.  ثم تصور مشهدا بطوليا. المجاهد عكاشة وجماعته تحيط بهم  قافلة من العربات تتقدم بهدوء. بالتي. يحيط بهم العد من كل الجهات. وتفتح المدرعات النار عليهم. تدعو الفتيات إلى  الافتخار بالأبطال: زغرتوا يا بنات الشولي:

يا عكَاشـة وارباعتـه ـجـاو
يانـا الكُونفَـة جايــه بالَّتـي
الشـار يضرب و التسركيلـة آنـا
يـا بلَّحسـن زيـر التحزِيمــة
الكُونفَـة جايـــه بالَّتــي
جايبـة الرايـس عكَاشــة آنـا
زغَرتـوا يـا ابنـات الشولـي
اللِّي مات فيكْـ الرايس بن علاَل آنا
االله يهديـكْـ آواد الشـــولي

وفي لقطة اخرى ترص عدة حركات في نفس الوقت: جيش التحرير وهو يمر مساء مدجاج بالسلاح:  المدافع والتساعي والعشاري. في اتجاه مغنية حيث حدد مكان المبيت:

زِيْـشْ التحريـر فَـات أعشيـة
المُورطــي والتساعية آنـا
زِيْـشْ بلَّحسن راه فَـات اعشيـة
دار الْنبـات اشـوار مغنِيـة آنـا

ثم تأخذها الرأفة بهؤلاء المجاهدين وتطرح تساؤلا رهيبا: مروا مساء فأين يبيتون؟ كل الجبار قد تم حرقها:
زِيْشْ التحريـر فـات اعشيــه
الزِيْـشْ الْمحـرّر وِين راه ايبـات
آبويـا ڤَـاع الْجبــالْ اتعـرات

وتاخذها الرأفة بالمهات اللواتي ولدن هؤلاء الأبطال وضحين بهم وهم فلذات أكبادهن فتدعو لهن بالجنة:

تستهلـي قَصريـن فَالجَنــة
آ الْكَرش اللِّي جابت الُشهـادي

في مقطع آخر تعرج على السياسة فتذكر أنه أمروها بالتصويت على ديقول. وترفض أن تكون مع ديقول حتى ولو ضربوها بعصا الطاقة( شجر محلي) والقندول)( شوك).

يا ڤَالي فُوطـي اعم ديڤُـول آنـا

يـامّ سوطْنِـي او هــدم دارِي
مـا نفُوطِيْشـيِ امع ديڤُـول آنا
سوطُونِـي بالطَاڤَـة و الْڤَنـدولْ

ثم تختم بالسخرة من شكله فتقول أنه أنفه  يصلح للشمة (السعوط) وانه لا همة له:
يا اشنايفَـه امـلاَح لَلشمـة آنا
ديڤُـولْ ماشـي انتـاع الهَمـة

تهتبر هذه القصيدة الشعبية من أقوى القصائد في الأوساط الشعبية لما فيها من قوة ومن شجاعة تثير الإعجاب. شجاعة الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل الوطن وشجاعة هذه السيدة التي واجهة التعذيب والتنكيل لأنها ارتبطت بفترة كان الشعب فيها موحدا لهدف واحد هو تحرير الوطن.

اخبـار الْجماعـة جـاو بشـّـارة
أُشربـو لاَمونــات علَى خويــا
بيّاعهم بالرُّوبْلان يــدور
آنــارِي هــذَاك هو قَــدور
شـڤ الْجبـالْ ايحرر الوطَـن آنا
يـامّ بن عـلال غيـر اصغيّــر
الْجهــاد اقْليــلْ من يّديــه
يانـا صبـروا زهيّة اعلَى بن عـلاَلْ
يانـا لا اتعيـْدوا لا اديـروا حنـة
النار تڤْـدي والْتسركيلَـة آنـا
آبلَّحســن زيــر التحزِيمــة
من جابين الحْكُومـة و الزوج
يام ّ نهار الْجمعـة راه ايشيـب
يا عكَاشـة وارباعتـه ـجـاو
يانـا الكُونفَـة جايــه بالَّتـي
الشـار يضرب و التسركيلـة آنـا
يـا بلَّحسـن زيـر التحزِيمــة
الكُونفَـة جايـــه بالَّتــي
جايبـة الرايـس عكَاشــة آنـا
زغَرتـوا يـا ابنـات الشولـي
اللِّي مات فيكْـ الرايس بن علاَل آنا
االله يهديـكْـ آواد الشـــولي

الشار يضرب و التسركيلـة آنـا
زِيْـشْ التحريـر فَـات أعشيـة
المُورطــي والتساعية آنـا
زِيْـشْ بلَّحسن راه فَـات اعشيـة
دار الْنبـات اشـوار مغنِيـة آنـا
زِيْشْ التحريـر فـات اعشيــه
الزِيْـشْ الْمحـرّر وِين راه ايبـات
آبويـا ڤَـاع الْجبــالْ اتعـرات
خويـا ادّأداكاه الْغيـظْ مـا ولاَّش آنا
شاف الطَاڤَّـة والصنوبـر بـزاف
هـذَاك ولْد اثْناعـش المَلْيـون آنا
لا تبكـي لاَ اتڤُولـي ولْــدي
قَارِي الْعلْم او زايد النِظَـام آنـا
يا فْرانسـا ما ابقَالَـك احكَـام
همـا اللِّي جابـو الْحرِيـة آنـا
يـام واالله يرحــم الشهــدا
مـا دارشـي خويـا الدونِيـا آنا
يا الزَانـَة ڤُولـي اعليـه أنتيـا
واللّافيو تضرب والرصاص أيطير آنا
يـامّ هـذا انهـار الطاهــر
اللِّي مات فيك الرايس بن علاَل آنا
أنّايفَـــكـْ يا واد الشــولي
الحْديـد أَنـدار لَلْكُفَّـار

والْبسوا لَخضر يا ابنات الوطَن
خويا اداه الْغيـظْ او مـا ولاَّش آنا

شاف الطَاڤَّـة والصنوبـر بـزاف
دار الربـاطْ اشـوار مغنِيـة آنـا
زِيـش التحـرِير فَـات اعشيـة
همـا اللِّي جابـو الْحرِيـة آنـا
يـامّ واالله يرحــم الشهــدا
النار تڤْـدي و التسركيلَــة
آنا شوف ارجالي كي دايرة التحزِيمة
أنهار الْعدو ماكَانشِ النِجاح آنــا
شُبـانْ بلَحسـن عمـدوا لَلْكفَاح
غَطِّـي اعڤَابكْـ يـا عكاشة آنـا
سبـع طَيـارات فَالسما يُضربـو
مُحـالْ تنجـح آعكَاشة آنا
لاَفْيـو تضرب و الْمْحالْ أحداها
الْحسـاب حتى لْذيكـ الــدار
يا اللِّي خالَفْتـوا اعلَـى الشهـدا
تستهلـي قَصريـن فَالجَنــة
آ الْكَرش اللِّي جابت الُشهـادي
يا بصغيرهم بكْبِيرهم أجراو آنـا
آواد الشولـي انتـاع النِظَـام
فَكَرتنِـي باسبايـة بن عــلال
واش اتسالْنِـي ياسـي عكاشـة
يا ظَنيت ڤَابضها السي مسطَـاش
آ لديسِيـة بِين الْجبـالْ اتصـادي
ما ادرِيتشـي الْعيــن ابكَـات

آ لْقَندُوسـي أرباعتكْـ جــات
همـا اللِّي جابـو الْحرِيــة آنـا
واالله يرحـــم الشهــــدا
غِ الڤَــارة والتساعية آنـا
زِيـش التحريـر فَـات اعشيـة
الزِيـش الْمحـرر وِين راه ايبـات
يـامّ ڤَـاع الْجبــالْ اتعـرات
أهـدرِي نْتِيأ بينِي مُـوْلاَك آنا
آلديسِيـة لاَ ادرِيـش العيــب
يا عكَاشـة وارباعتـه جـاو آنا
آ الكُونفَــة جايــه باللَّتـي
والحْكَـاي همـا اللِّي حضـار آنا
الطاهــر صــوروه الكُفَّـار
يا بيّاعهم بالرُّوبْلان يــدور
آنـارِي هـذَاك خويا قَــدور
الْحسـاب حتى لْذيكـ الـدار آنا
آ للِّي خالَفْتـوا علَـى الشهــدا
دار الْعلاَ علَى خويـا اللِّي باعـوه
داير الڤَالُـو امع الشد اللِّي ڤَلْعـوه
هما اتلاَثَـة عولُـوا لَلْمـوت آنا
انهـار الْجمعـة او راه أيشيـب
الزِيـش الْمحـرر وِين راه ايبـات
آبويـا ڤَـاع الْجبــالْ اتعـرات
يا ڤَالي فُوطـي اعم ديڤُـول آنـا

يـامّ سوطْنِـي او هــدم دارِي
مـا نفُوطِيْشـيِ امع ديڤُـول آنا
سوطُونِـي بالطَاڤَـة و الْڤَنـدولْ
يا اشنايفَـه امـلاَح لَلشمـة آنا
ديڤُـولْ ماشـي انتـاع الهَمـة
الْجهـاد اقْليـلْ من يديــه آنا
صبـروا زهيـة علَى بن عـلاَلْ
همـا اللِّي جابـو الْحرِيـة آنـا
واالله يرحـــم الشهـــدا

رابط

رابط