الرئيسية / الرئيسية / رسالة مفتوحة الى الشيطان

رسالة مفتوحة الى الشيطان

حميد بو حبيب

 

 

 

 

 

لا ليست ” بطاقة قراءة لكتاب Robert Escarpit بنفس العنوان ، و لكنها رسالة شخصية .
دعني في البداية أقل أنني حائر في كيفية مخاطبتك ، هل أقول ، معاليكم ، فخامتكم ، أم جلالتكم ، أم أيها الوسواس الخناس الرجيم اللعين ، خاصة و انني لست متيقنا من وجودك أصلا… اختر إذن العبارة المناسبة و لا تغضب .
درج البشر ـ خاصة في البقعة التي أسكن فيها ـ أن يتوجهوا إلى صندوق بريد آخر غيرك يدعونه الله ، الرب ، إيلوهم …لاشك أنك تعرفه حسب آخر الأساطير . و لما رأيت بأنه لا يجيب على الرغم من كثرة الداعين ، و المعابد و المساجد و الكنائس و حائط المبكى ، فقد ارتأيت أن أكتب إليك ، و رجائي أن تقرأ ، و لا يهم إن لم تجبني، فأنا أعلم أن مريديك كثر، و هم غالبا من أصحاب المعالي و السمو ، ممن يتآمرون على مصائرنا على الأرض و يعدون العدة و رباط الخيل لحروب ندخلها لنموت وتنتهي ليزدادوا ثراء .

في البداية أود أن أنوه بموقفك الجريء حين رفضت أن تسجد لمخلوق الطين ، المدعو آدم [ بيناتنا ، هو مايستاهلش] , و أنا معجب بكل المتمردين الرافضين للسجود.
ثانيا يا عزيزي مفيستوفيليس ، أريد منك أن تتبرأ علنا [ مثلا من أعلى مئذنة ستشيد عندنا قريبا] من كل الشرور التي تنسب إليك ، و أن تهدد كل من يتهمك زورا برميه من أعلى المئذنة في صلاة التراويح . أقول هذا لأنك يا عزيزي متهم بكل المعاصي:
ـ يتحرش الرجل بالمرأة ، و بدلا من توبيخه على الأقل ، يقولون غواه الشيطان .
ـ يطفف التاجر في الميزان و يلهب الأسعار و يقولون زين له الشيطان الكسب الحرام .
ـ يخترق الريس الدستور و يستولي على الكرسي إلى الممات و يقولون الشيطان وسوس له و أنساه عذاب القبر ..
ـ يتاجرون في الحشيش و المهلوسات و يسمونها حبوب الشيطان …
ـ يسكت الواحد عن الحق فيقولون عنه شيطان أخرس ..
من الآخر يا مفيستو قائمة التهم الموجهة إليك أطول من أنهار الجنة و الجحيم مجتمعة.
الآن و قد بينت لك القصد من هذه الرسالة ، أتقدم إليك باعتذاري ، عن كل الأوجاع والندوب التي قد يكون سببها لك رماة الحصى في المبنى الذي تعرفه … و لكن يبدو أنك بعافية ماداموا قد فشلوا في قتلك على الرغم من طول المدة و كثرة الراجمين .
أخيرا … دع العشاق لوحدهم يا مفيستو ، احشم شوية ، إنهم يقولون ” ما اختلى رجل بامراة إلا و كنت ثالثهما “… أتتلصص على العورات يا مفيستو …؟ معذرة مجرد محاذير، فأنا لا أصدق أنك تفعلها .
ـ ملاحظة ـــ
لا أنتظر ردا منك ، بل فعلا حازما لإسكات من يوسوس للناس و يلقي التهمة عليك.